مفتي خانيونس يُصدر فتوى لأهالي قطاع غزة



غزة - المتقدمون

قال الشيخ إحسان عاشور مفتي خانيونس، كثر النقاش والخلاف في مسألة إغلاق المساجد عند الضرورة، وفيما يلي توضيح لهذه المسألة.

أيها الإخوة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

 فقد كثر النقاش والخلاف في مسألة إغلاق المساجد عند الضرورة، وحال الخطر؛ لذا فإني أقول لحضراتكم؛ فاسمعوني بارك الله فيكم، وزادكم حرصاً على دينكم:

أولاً: إن اختلاف أهل العلم في مسألة من النوازل هو ظاهرةٌ صحيةٌ سليمةٌ مقبولةٌ.

ثانياً: إنَّ إخوانكم الذين اجتمعوا بدعوة كريمة من أخينا الحبيب وكيل وزارة الأوقاف حفظه الله كانوا حريصين على مصلحة الناس، غيورين على أمر الدين؛ فلم يتكلموا إلا بعد أن استمعوا من ممثل وزارة الصحة كلَّ ما يتعلق بالموضوع، وناقشوه في كل ما يخطر ببال حضراتكم، ودرسوا الموضوع معه من جوانب متعددة، وتعرفوا على الأخطار المحتملة لهذا الوباء، ومدى استعداد وزارة الصحة لمواجهته، وأدركوا من خلال حديثه أن الأمر قد يخرج عن السيطرة حال انتشار الوباء - لا سمح الله -؛ فقُدراتنا متواضعة، ولله الحمد والمنة.



ثالثاً: إن القول الذي اعتمدناه بإغلاق المساجد في المرحلة التي تُحدِّدُها جهات الاختصاص، كان مسبوقاً بوجوب التدرج في الاجراءات الاحترازية؛ فإنْ وصلنا (لا سمح الله) إلى مرحلةٍ ترى فيها جهاتُ الاختصاص ضرورةَ إغلاق الأماكن العامة، فقد أعطينا وزارة الأوقاف فتوانا بإمكانية اتخاذ القرار بإغلاق المساجد، على أن تكون المساجدُ واحدةً من جملة الأماكن العامة التي يجب إغلاقها، ومنع ارتيادها، علماً أن المساجد هي أكثر الأماكن نقلاً للعدوى؛ لما فيها من التقارب الشديد بين المصلين، والسجود على فراش المسجد الذي لا يُفلح فيه التعقيم، وتكرارِ ارتياده يومياً، ونحو ذلك.

وهذا هو قرار مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين في جلسته المنعقدة يوم الخميس 12/2/2020 .

رابعاً: إن المساجد هي من اختصاص وزارة الأوقاف، وضمن ولايتها الإدارية؛ فهي المسؤولة عن اتخاذ القرار بإغلاقها عند الضرورة، وهذا ما كنا ندرس حكمه الشرعي في جلستنا يوم الأحد 15/3/2020؛ أما الأماكن العامة الأخرى فهي مسؤولية وزارات ومؤسسات أخرى؛ كالبلديات، ووزارة الداخلية، ونحوها، وحين اتخاذ القرار العام، كما أوصينا، ستقوم كل وزارة ومؤسسة بإغلاق ما تحت ولايتها من أماكن عامة.

خامساً: في حال أصدرت الجهات المختصة قرارها بإغلاق الأماكن العامة، ومن ضمنها المساجد، فقد أوصينا وزارة الاوقاف بمراعاة أمرين:

الأول: رفعُ الأذان في كل وقت، وأن يقول المؤذن في أذانه: ( صلوا في بيوتكم ) .



والثاني: الحرص على إقامة الصلاة في بعض المساجد الكبيرة في حَدِّه الأدنى بالمؤذن والإمام؛ حفاظاً على إقامة شعيرة صلاة الجماعة، وتقوم وزارة الأوقاف بتحديد تلك المساجد في كل محافظة؛ منعاً للاختلاف والفوضى.

سادساً: ما دامت وزارة الأوقاف هي صاحبة الولاية الإدارية على المساجد، وقد أخذت وتبنَّت الرأي القائل بجواز إغلاق المساجد عند الضرورة، فلا يجوز الافتيات عليها، ولا مخالفتها؛ حفاظاً على وحدة الصف واجتماع الكلمة، ومنعاً للاختلاف والتنازع، وقطعاً لدابر الفرقة والخصام.

سابعاً: إن إغلاق المساجد لو حصل (لا قدر الله) لا يعني منعَ إقامة صلاة الجماعة بالأهل في البيوت، وهي فرصة عظيمة للاجتهاد في الدعاء والضراعة إلى الله أن يكشف عنا الغمة، ويفرج الكرب.

وفقنا الله لما يحب ويرضى، وحفظ غزة وأهلها من كل مكروه.
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله، وصحبه وسلم.

أخوكم في الله:
الشيخ/ إحسان إبراهيم عاشور
مفتي محافظة خانيونس
عضو مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين.

الثلاثاء 22 رجب 1441 هجرية
وفق 17/3/2020 ميلادية.


انضم لقناتنا على التيليجرام من هنا لتصلك أحدث الأخبار العاجلة، والوظائف الشاغرة، والمنح الدراسية، والمواد التعليمية

ليست هناك تعليقات