قصة "زجاجة البركة" سر تألق أبو جبل في ضربات الترجيح وتأهل مصر





رياضة - المتقدمون 

غزت زجاجة المياه التي كانت بيد حارس مرمى منتخب مصر محمد أبو جبل مواقع التواصل وأثارت حالة من الجدل، بعدما أقدم الحارس على لصق ورقة على زجاجة المياه الخاصة به، قبل تنفيذ ركلات الجزاء الترجيحية في مباراة الكاميرون في دور نصف النهائي.



وتضمنت الورقة التي ألصقها أبوجبل -وفق بعض وسائل الإعلام- الزوايا الخاصة بتسديد لاعبي الكاميرون ركلات الترجيح خلال مباريات سابقة، حيث حرص على مذاكرتها جيدًا قبل بداية ركلات المعاناة الترجيحية الأمر الذى يبدو الحارس القدير في التصدي لركلتي ترجيح ومنح منتخب مصر التأهل إلى نهائي كأس أمم إفريقيا2021 على حساب الكاميرون.


ففي كل مرة كان فيها منتخب مصر على وشك تسديد ركلة جزاء في مباراته أمام الكاميرون في نصف نهائي أمم أفريقيا، كان حارس مرمى الفراعنة، محمد أبو جبل "جاباسكي"، ينتظر دوره بجوار منطقة الجزاء بركبة واحدة على الأرض وبصره ثابتًا على العشب.

بدا الحارس المصري مركزًا، منغمسًا في صلاة يدعو من خلالها لزملائه بألا يضيعوا تسديداتهم، لكن الحقيقة أن أبو جبل كان يدرس محتويات زجاجة مياه وضعها أمامه على الأرض.

وأعرب عصام الحضري، مدرب حراس مرمى المنتخب المصري، عن سعادته الكبيرة بتألق أبو جبل حارس عرين الفراعنة، ومساهمته في تأهل المنتخب إلى المباراة النهائية بأمم أفريقيا.

وقال الحضري في تصريحات اعلامية: نهنئ الجماهير في مصر والوطن العربي، ونفرح اليوم ولكن خلال 48 ساعة لدينا مباراة نهائية، وأشكر الحراس لأن الضغط عليهم كان كبيرًا".

وأضاف الحضري: "طوال حياتي أجتهد في عملي ولدي يقين بأن الله سيوفقني، وأتمنى أن نعود منصورين للشعب المصري".

 

واختتم متحدثاً عن "جامايكا": "هناك زجاجة أسميها زجاجة البركة في يد أبو جبل، وسنعرضها مستقبلاً ونشرح قصتها".

 

نجاح خطة المصريين 
 
ونجحت خطة المصريين، ولم تهدر مصر أي تسديدة، بينما فشل لاعبو الكاميرون في 3 مناسبات، تصدى أبو جبل إلى كرتين منهما وخرجت الثالثة خارج إطار المرمى.

وبعد انتهاء مباراة نصف النهائي، أظهرت صورًا بعض القصاصات الورقية ملصوقة على زجاجة جاباسكي، في تصرف يشبه جزئيًا ما فعله حراس سابقين.

فالبحث في تاريخ المواجهات الكروية الساخنة، يكشف أنها ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها حارس مرمى هذه "الحيلة" لمعرفة طريقة تسديد الخصم.

في 2018، استطاع حارس المنتخب الإنكليزي، جوردان بيكفورد، من تأهيل فريقه خلال الدور 16 من كأس العالم في روسيا أمام كولومبيا بصده ركلة ترجيح.

وقالت صحيفة "ذا صن" وقتها إن الحارس كان يخفي زجاجة ماء بها معلومات عن طريقة تسديد لاعبي كولومبيا.


نفس الطريقة تمكن بها الحارس الهولندي البارع، تيم كرول، من تأهيل ناديه ضد توتنهام في نصف نهائي كأس الرابطة عام 2017.


كرول الذي كان معروفًا بصده للعديد من ضربات الترجيح، وكان يوصف بالاختصاصي فيها، كشف أنه دون معلومات عن طريقة تسديد لاعبي توتنهام قبل بداية ضربات الترجيح، وهو ما أهله لصد اثنتين منها.

وقام ليمان، قبل عقد ونصف، بحركة مشابهة في ربع النهائي أمام الأرجنتين، بعدما أعطاه مدرب حراس المرمى، أندريه كوبكيه، ورقة بها طريقة تسديد اللاعبين الارجنتينيين لركلات الترجيح.

وفي تلك المناسبة، لم يلصق حارس المرمى الألماني الورقة بزجاجة الماء كما فعل جاباسكي، بل احتفظ بها بالقرب من المرمى وقبل كل ركلة جزاء، كان يمسك بها ليدرس مكان كل تسديدة أرجنتينية.

وهكذا، تمكن من التصدي لركلتي روبرتو آيالا واستيبان كامبياسو، لتتأهل ألمانيا إلى الدور قبل النهائي.

وحتى وقت ليس ببعيد، كان أبو جبل حارس مرمى غير معروف على المستوى الدولي، وعلى الرغم من أن صورته تظهر الآن في العديد من وسائل الإعلام حول العالم، إلا أنه حتى دور الـ16 كان حارس مرمى مصر البديل.

وأتيحت لحارس الزمالك، فرصة المشاركة في البطولة بعد إصابة الحارس الأساسي محمد الشناوي في مباراة كوت ديفوار في ثمن النهائي.


وخلال الوقت الذي أمضاه على أرض الملعب، كان لأبو جبل دور رئيس في المباراة، وتصدى في الوقت الإضافي بشكل مذهل لتسديدة صاروخية لإبراهيم سانجاري، وبعد ذلك، تصدى لركلة ترجيح إيريك بايلي.

وقدم أبو جبل أداء رائعًا أمام المغرب في ربع النهائي، ليتنفس المدير الفني للفراعنة، البرتغالي كارلوس كيروش، الصعداء لأن حارسه البديل على قدر المسؤولية، وهو ما أكده مجددًا في الدور نصف النهائي أمام أصحاب الأرض والجمهور.

والمفارقة أن جاباسكي، البالغ من العمر 33 عاما، شارك على المستوى الدولي قبل بطولة أمم أفريقيا الحالية في مناسبتين فقط.

ويأمل منتخب "الفراعنة"، المتوج للمرة الأخيرة باللقب عام 2010، تعزيز رقمه القياسي في البطولة القارية عندما يواجه ونجمه محمد صلاح زميل الأخير في ليفربول الإنكليزي ساديو مانيه وبلاده السنغال.

وكانت السنغال خسرت نهائي 2019 في القاهرة ضد الجزائر التي حرمتها من لقبها الأول.

 

ليست هناك تعليقات