صحيفة تكشف تفاصيل الخطة التي أقرّها الكابينت لاحتلال غزة
المتقدمون
صادقت الحكومة الإسرائيلية على احتلال مدينة غزة، وتوسيع العمليات العسكرية في القطاع، وذلك في اجتماع الكابينيت الأمنيّ والسياسيّ، الذي امتدّ نحو 10 ساعات؛ إذ استمرّ من مساء الخميس، وحتّى فجر الجمعة.
وفي ختام المشاورات، خوّل الكابينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير جيشه، بالمصادقة على الخطط العملياتيّة للجيش، بحسب ما ذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة ("كان 11").
وكشفت القناة 14 العبرية، تفاصيل الخطة التي أُقرت في اجتماع الكابينت لاحتلال مدينة غزة:
المرحلة الأولى: إدخال مساعدات إنسانية واسعة النطاق إلى مدينة غزة.
المرحلة الثانية: نقل السكان إلى جنوب غزة ومعسكرات الوسط حتى تاريخ 7 أكتوبر.
المرحلة الثالثة: تطويق كامل والسيطرة على مدينة غزة.
بن غفير وسموتريتش صوّتوا ضد إقامة مراكز المساعدات الإضافية وضد حجم إدخال المساعدات الإنسانية. بالإضافة إلى ذلك، عارض الاثنان كون هذه هي المبادئ الخمسة التي تم تحديدها لإنهاء الحرب.
سموتريتش عارض القرار بجميع بنوده، بينما صوّت بن غفير لصالح السيطرة على مدينة غزة. ساعر وألكين امتنعوا عن التصويت على أحد البنود.
رئيس الحكومة نتنياهو لرئيس الأركان: "الخطة التي عرضتها لن تُجدي في استعادة الأسرى. الخطة التي أقررناها الآن ستحقق أهداف الحرب بفعالية أكبر".
مصدر حضر الجلسة: "هذه ليست الخطة المثلى، لكن ما أقررناه أفضل بكثير مما عرضه رئيس الأركان".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان، إن "الكابينيت صادق على مقترح رئيس الحكومة لهزيمة حماس ".
وأضاف أن الجيش "سيستعدّ للسيطرة على مدينة غزة (احتلالها) مع تقديم المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين، خارج مناطق القتال"، على حدّ ادعائه.
وأكّد البيان أنّ الكابينيت "أقرّ بأغلبية الأصوات، المبادئ الخمسة لإنهاء الحرب"، والتي لا تتصدّرها إعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة.
وبحسب بيان الحكومة الإسرائيلية، فإنّ "المبادئ الخمسة" التي صودق عليها، هي بحسب الترتيب، كما ورد بالبيان، وبشكل حرفيّ:
1. نزع سلاح حماس.
2. إعادة جميع الأسرى؛ أحياءً وأمواتًا.
3. نزع سلاح قطاع غزة.
4. سيطرة أمنيّة إسرائيليّة على قطاع غزة.
5. وجود حكومة مدنية بديلة، غير حماس، أو السلطة الفلسطينية.
وأضاف البيان أن "أغلبية مطلقة من وزراء الحكومة، أكّدت أن الخطة البديلة المعروضة على الكابينيت، لن تُحقق هزيمة حماس، أو إعادة الأسرى".
ولم يوضح البيان "الخطة البديلة"، كما لم يورد تفاصيل إضافية بشأنها، غير أن تقارير صحافية إسرائيلية، ذكرت أن رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، إيال زامير، اقترح "تطويق" مدينة غزة، وتنفيذ عمليات "محدودة"، لا احتلالها بالكامل، محذّرا من أن احتلال المدينة من شأنه تعريض حياة الرهائن الإسرائيليين للخطر، بالإضافة إلى العبئ الإضافي على قوّات جيش الاحتلال، التي تعاني من حالة إنهاك.
وفي الصدد ذاته، ذكرت "كان 11"، اليوم، أن زامير "عبّر خلال الاجتماع عن تحفظاته إزاء احتلال كامل للقطاع".
وأضافت أنه "كبديل، اقترح تطويقًا إضافيًا للقطاع، بدون الحاجة إلى تعبئة واسعة النطاق لقوات الاحتياط".
وكانت تقارير إسرائيلية قد أشارت إلى أن الجيش سيعرض خلال اجتماع الكابينيت، "خطّتين، إحداهما احتلال والأخرى تطويق"، مشيرة إلى أنه "يوصي بالخيار الثاني"؛ كما قدّرت التقارير بأن يتذرّع نتنياهو، المؤيد لخطة الاحتلال، بأن تل أبيب "جربّت الخيار الثاني، ولم تستطع تحرير الرهائن، وهم الآن في خطر"، وهو الذي أشار إليه بيان نتنياهو صراحة.
ولفتت التقارير ذاتها إلى أن نتنياهو كان سيطلب موافقة الكابينيت على إصدار أوامر للجيش، باحتلال قطاع غزة بالكامل، وفقًا للخطط التي وضعها، وأن يُفوّضه الوزراء، هو ووزير أمنه يسرائيل كاتس، باتخاذ القرارات بشأن خطوات الاحتلال اللاحقة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين وصفهم برفيعي المستوى، أن "أيّ اقتراح يقدمه نتنياهو، سيحظى بأغلبية كبيرة في الحكومة".
وقال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد عن قرار الكابينيت باحتلال غزة، إنه "كارثة ستؤدي إلى كوارث أخرى كثيرة".
وكان نتنياهو، قد أكد في مقابلة عرضتها شبكة "فوكس نيوز"، الخميس، وقبل بدء اجتماع الكابينيت، أن اسرائيل "تعتزم" السيطرة على غزة، ولكن "ليس حكمها"، مع تحدّث الإعلام الإسرائيلي عن إمكان الاستيلاء الكامل على القطاع، فيما شدّدت حركة حماس، على أن ذلك "انقلاب واضح على مسار المفاوضات"، وكشف دوافع انسحابه من الجولة الأخيرة منها.
وذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية العامّة ("كان 11")، أنه "من وجهة نظر" رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، "فقد اتُخذ القرار بشأن هذه المسألة بالفعل؛ إذ سيعمل الجيش الإسرائيلي في مناطق لم يعمل فيها حتى الآن، وسيسيطر على المخيّمات الرئيسية ومدينة غزة".
وأشارت إلى أن "نتنياهو اتّخذ قراره رغم تحذيرات رئيس الأركان، إيال زامير، بهذا الشأن".

التعليقات على الموضوع